المدينة التكنولوجية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ˜ الامام والمفتي أبو عبد الله محمد المازري (453 هـ- 1061م/ 536 هـ- 1141م)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نفحة عطر

نفحة عطر


التخصص : ممممممممم
انثى عدد المساهمات : 516
العمر : 33
العمل/الترفيه : طالبة

˜  الامام والمفتي  أبو عبد الله محمد  المازري        (453 هـ- 1061م/ 536 هـ- 1141م) Empty
مُساهمةموضوع: ˜ الامام والمفتي أبو عبد الله محمد المازري (453 هـ- 1061م/ 536 هـ- 1141م)   ˜  الامام والمفتي  أبو عبد الله محمد  المازري        (453 هـ- 1061م/ 536 هـ- 1141م) Icon_minitimeالخميس مارس 10, 2011 3:22 pm

˜ الامام والمفتي أبو عبد الله محمد المازري (453 هـ- 1061م/ 536 هـ- 1141م)

1- مولده و نسبه:

هو أبو عبد الله محمد بن علي بن عمر بن محمد التميمي المازري (نسبة إلى بلدة مازرة الواقعة جنوب جزيرة صقلية وهي قريبة جدا من السواحل التونسية…)وقد اختلف المؤرخون في مكان مولده إن كان بمازرة أو بعاصمة الدولة الصنهاجية "المهدية".ولكن معظم المؤرخين يرون أنه هاجر صغيرا مع أسرته ، وأما تاريخ ولادته فهناك إجماع على أنه كان سنة 453 هـ / 1061م، وهو ينتسب على قبيلة تميم إحدى كبرى القبائل العربية والتي انحدرت منها أسرة بني الأغلب التي تداولت على حكم إفريقية كامل بلاد المغرب وجزر المتوسط على امتداد 112 سنة (184هـ - 296 هـ) أي حتى سقوط دولة الأغالبة وقيام الدولة الفاطمية (الشيعية).

وقد قدم بنو تميم مبكرا إلى أرض إفريقية مع جحافل الجيش العربي الفاتح تحت قيادة القائد العربي المسلم عقبة بن نافع الفهري .أما جد المازري الأول فقد كان ضمن ضمن جنود الجيش الأغلبي لفتح صقلية بقيادة القاضي والعالم الفقيه أسد بن الفرات سنة 212هـحيث استقر هناك مع المهاجرين العرب وأسسوا حضارة رائدة على كامل الجزر (صقلية وعاصمتها بالارمو وسردانيا ومالطا وسرقوسا وقوصرة)وغيرها… إلى حدود سنة 484هـ /1090 تاريخ استيلاء ملك النورمان"روجار" عليها وفي بيت علم ودين ، وفي ظل أسرة عريقة في العلم والسلطة والجاه نشأ أبو عبد الله محمد المازري وتعلم صغيرا بالجزيرة ثم انتقل مع عائلته إلى إفريقية حيث استوطن المهدية.



1- شيوخه وأساتذته والأماكن التي اتصل بها

من أشهر شيوخه الذي ربطته به علاقة حميمة وله معه رسائل مشهورة هو الشيخ والعالم الفقيه عبد الحميد الصائغ (سيدي عبد الحميد السوسي).ولم يتحدث المازري كثيرا عن شيوخه حيث كان متحفظا جدا حول سيرته الذاتية ، لذلك اعتمد الباحثون على فتاويه الشهيرة لتحديد الأماكن التي اتصل بها مثل مدينة تونس و قابس وقفصة وطرابلس و الإسكندرية وكذلك علاقاته بأهلها ، ولكن يمكن التأكيد على أن من شيوخه الكبار الذي درس عليهم الشيخ والفقيه العلامة الشيخ أبو الحسن الخمي الصفاقسي وابن الحداد وابن المهدوي الذي كانت له مكانة هامة لدى الأمير الصنهاجي تميم بن المعز.

2- لمحة عن هجرته مع أهله إلى إفريقية:

قدم المازري من مازرة مع أسرته إلى إفريقية بعد استيلاء روجار على صقلية سنة 447هـ ، وقد ذكر بن فرحون في كتابه""الديباج" أن المازري نزل بالمهدية من بلاد إفريقية بمعنى أنه جاء صغيرا مع أسرته ولم يولد بها .أما تلميذه الأشهر الذي درس عليه وأكمل كتابه "المعلم " وهو القاضي "عياض" الذي اكتفى بالقول أنه استوطن المهدية .وخلافا لهما فإن العلامة والمؤرخ التونسي " حسن حسني عبد الوهاب" يذكر أن المازري ولد بالساحل التونسي ( والمهدية من مدن الساحل ، بل أشهرها على الإطلاق عصرئذ)، وبها استقرت الأسرة واندمجت مع أسر كثيرة عربية مسلمة في مجتمع إفريقية العربي المسلم الذي كان هو أيضا يعيش ظروفا صعبة بسبب تداعيات زحف بني هلال وبني سليم حيث عاش المازري بين سنة 453هـ و 536هـ /1061م – 1144 م.وهي فترة هامة وحاسمة ودقيقة تميزت بأحداث كبرى بإفريقية ومن أهمها زحف بني هلال عليها كإجراء عقابي وتأديبي من قبل الخليفة الفاطمي المستنصر في مصر ، بعد أن تمرد عليه الأمير الصنهاجي المعز بن باديس الذي أعلن من فوق المنبر بجامع عقبة بالقيروان عن قطع العلاقات مع الفاطميين والعودة رسميا إلى مذهب أهل البلاد ( المذهب المالكي) وإعلانه الدعوة مجددا للخليفة العباسي في بغداد … ونتيجة لذلك أباح المستنصر لقبائل بني هلال وبني سليم اجتياز النيل والتوجه إلى إفريقية والاستيلاء عليها. فكان تخريب القيروان و رقادة والمنصورية ، حيث خربوا قصورها ودمروا معالمها واستولوا على كل غال ونفيس كما نهبوا مدن وقرى الساحل وغيرها مما وقع في أيديهم وأتوا على الأخضر واليابس .واضطر المعز إلى نقل مقر الإمارة إلى مدينة المهدية حيث عين ولده تميم واليا وحيث توجد حصون منيعة يحيط بها سور عظيم بناه عبيد اله المهدي بعد بناء المهدية حيث قال قولته الشهيرة " اليوم أمنت على الفاطميات" ، بحيث كان لهذا الغزو تداعيات خطيرة على كل المستويات ،وأثرت سلبيا على كل مظاهر الحياة في البلاد ونتيجة لذلك تدهورت الحياة السياسية والعلمية والثقافية بسبب هجرة العلماء والأدباء خارج إفريقية .كما دمر جزء هام من التراث الحضاري لافريقية الإسلامية ، حيث كان الهدف الأساسي هو القضاء على الدولة الصنهاجية فكان التركيز على احتلال العاصمة القيروان وتخريبها وتدمير مخزون حضاري هام دام أكثر من أربعة قرون من الإنتاج العلمي والفقهي والفكري . وكان من التداعيات الخطيرة لهذه الهجمة أن انقسمت الدولة الصنهاجية إلى دولتين بعد انشقاق " حماد بن بلكينبن عن المعز" واستقلاله بإمارة بني حماد (الجزائر).وقد تحدث ابن خلدون في تاريخه كثيرا عن هذه الفترة العصيبة من حياة إفريقية نظرا لتأثيرات هذه الجمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية .وقد كان لشروح ابن خلدون الفرصة السانحة لمزيد بروز اسمه وشهرته حيث استغل مؤرخو الغرب وقادته هذا الحدث الجليل للنيل من العرب ومن تصرفاتهم لتبرير عدوانهم المتواصل على هذه الأرض والتي ستكون منطلقا لمعركة الاسترداد( احتلال المهدية وقرى الساحل والأندلس لاحقا…)ولكن هناك مؤرخون كثيرون تعرضوا أيضا لهذه المرحلة ولأعمال الهلاليين كـابن الأثير والتيجاني و ابن رشيق القيرواني وابن الخطيب الوزير .ولقد رحل كثير من أهل صقلية بسبب هذه الأوضاع إلى صقلية والأندلس وفي طليعة هؤلاء كوكبة من العلماء والشعراء والأدباء كابن شرف الذي هاجر مع أسر ته إلى الأندلس و بها استقر ،وكذلك رفيقه ابن رشيق الذي هاجر إليها

3- تأثير الأحداث في شخصية المازري:

في ظروف اتسمت بالخوف من الأعراب الذين دمروا كل شيء وكذلك الخوف من تهديدات النورمان نشأ شيخنا الفقيه والعالم المفتي بمدينة المهدية العاصمة الجديدة لأمراء صنهاجة .ونتيجة لذلك شب المازري على الاحتياط والريبة والحذر من كل شيء ، فأصبح يتجنب الخوض في الأمور السياسية وكان يكتفي بما يهمّه من شؤون الفقه و الفتاوي وخدمة الناس وتنظيما لها وحماية لدار الإسلام إفريقية.وكان يعتقد أن مهمته شرعية علمية ،و أن عليه خدمة المجتمع في هذا الاطار .فكان السمو والترفع عن شؤون الدنيا مصدر حب الناس له وكسب ثقتهم وتقديرهم.وبرزت عفته وتشكلت شخصيته شيئا فشيئا بين الناس على مر الأجيال وأصبح مثالا وقدوة حسنة حتى نسجت حوله الأساطير في ظروف توقفت فيها معالم العمران والعلم وإبداع الفكر ، ودخل في اللاوعي الشعبي إلى اليوم برغم التطور المعرفي والاجتماعي والحضاري ،وقد كان الناس يميلون دوما إلى العلماء و الصلحاء ويعتبرون بعدهم عن ذوي السلطان من مظاهر الورع والصلاح .وقد حصل المازري في حياته ومنذ مماته وإلى اليوم على مكانة عظيمة بفضل علمه وتقواه وقد أحاطت بسيرته هالة من التعظيم والتقدير تحولت مع مرور الزمن إلى حكايات شعبية فيها من الكرامات وخوارق العادات الشيء الكثير مما جعلها تنتشر في كامل الساحل التونسي وخارجه وقد تغنى المنشدون بالألحان الدينية تنوه بفضله وعلمه وورعه ، وأعطى الناس اسمه لأولادهم وأحفادهم .ويذكر المؤرخ التونسي "حسن حسني عبد الوهاب" أنه توجد عائلة بمدينة سوسة تنحدر منه.

4- أثاره العلمية وفتاويه:

اشتهر الإمام المازري بفتاويه وهي عديدة وقد قام بجمعها وتحقيقها الدكتور " الطاهر المعموري " بإشراف مركز الدراسات الإسلامية بالقيروان سنة 1992 وفتاوي المازري تناولت جملة من وفرة من الموضوعات كما يذكر المحقق كالعبادات والمعاملات على تنوع مسائلها وكذلك بعض القضايا العقدية وهي فتاوي تعكس الأوضاع العائلية والاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية.

5- كتابه "المعلم بصحيح مسلم" :

وهو كتاب هام حققه شيخنا العلامة الأستاذ الشاذلي النيفر ، وقد تولى تكملته تلميذ المازري الشهير القاضي عياض .وله تلاميذ أخذوا عنه من إفريقية والمغرب والأندلس ممن لا يعدون كثرة وأشهرهم "محمد بن تومرت" الملقب بالمهدي حيث حل بالمهدية عند الذهاب إلى بغداد في مهمة سياسية تعد لقيام دولة الموحدين وإسقاط دولة المرابطين .وهناك وفي المهدية اتصل بن تومرت بالمازري وأخذ عنه علوم الفقه والفتوى ، وكذلك عند الرجوع حيث توطدت بينهما أواصر التعارف .وكان الإمام المازري عالما جليلا وفقيها بارعا ، وبلغت فتاويه أعلى درجات التمكن والاجتهاد وبرزت معارفه وعلمه .ولكنه لم يبلغ ما وصل إليه الإمام سحنون من شهرة ومكانة لأن ظروف المازري وعصره تميزت بالاضطراب والفوضى بينما كان عصر سحنون عصر استقرار وازدهار .ومع ذلك يظل المازري حيا في الذاكرة وتناوله المؤرخون بكثير من الاهتمام ، وتحدثت عنه كتب الطبقات بإطناب وبإعجاب مثل "ابن خلكان" في "وفيات الأعيان" و "البرزلي" في كتابه "المعيار" وهو تلميذ الإمام بن عرفة الورغمي ، والشيخ مخلوف في كتاب "شجرة النور"وابن فرحون في كتابه الديباج.

المراجع:

فتاوي المازري للدكتور الطاهر المعموري ، الدار التونسية للنشر، تونس 1992

شجرة النور الزكية، الشيخ مخلوف المنستيري ، المطبعة السلفية القاهرة 1929.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
˜ الامام والمفتي أبو عبد الله محمد المازري (453 هـ- 1061م/ 536 هـ- 1141م)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة عن الامام الشافعي رحمه الله...
» البطاقة الشخصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم
» محمد بن سحنون
» الحق يا عبد الله
» أنشودة جفا الأصحاب / للمنشد محمد مطري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المدينة التكنولوجية :: 
المدينة العامة
 ::  ساحة الحرية
-
انتقل الى: